رأفت الهجان (الجزء الأول), من اشهر الجواسيس

رأفت الهجان

هو أشهر الجواسيس فى تاريخ الجاسوسية المصرى .. لانه رجل استطااااع ان يخدع جهاز الموساد الاسرائيلى طيلة عشرون عامآ . قضاها فى خدمة الوطن معرضآ حياتة للخطر ومقدمآ روحه فداء لمصر .
حياة رأفت الهجان وقصة تجنيدة جاسوس يعمل لصالح المخابرات المصرية فى ذلك الوقت هى بمثابة قصة خيالية او شىء لا يصدقة عقل حيث وصلت علاقاته وصداقاته باكبر القادة فى اسرائيل مثل (موشى دايان وعيزرا وايزمان وجولدا مائير وكذلك بن جوريون ) .
والذى لا يعرفه الجميع ان بداية تجنيد رأفت الهجان كانت قبل انشاء جهاز المخابرات العامة المصرية نفسه.. حيث تم التجنيد وقتها من قبل ما يسمى بالبوليس السياسى



الأسم الحقيقى : رفعت على سليمان الجمال ( رأفت الهجان ) الاسم الحركى
الأسم الحقيقى فى اسرائيل : جاك بيتون ( ديفيد تشارل سمحون) الاسم الحركى
تاريخ الميلاد : 1 / 5 / 1927
تاريخ الوفاة : 30 / 1 / 1982
الرمز الكودى داخل جهاز المخابرات : 313
تاريخ بداية المهمة : 1953
تاريخ السفر الى اسرائيل : 1955
تاريخ نهاية المهمة : 1973

وإليكم الأن حياة الهجان أو بالأحرى ( رفعت على سليمان الجمال ) البطل المصرى الذى اعتبره شخصية من شخصيات الحياة بعد الموت . ولنقترب اكثر منه , ونعرفه على حقيقته :

رإفت الهجان هو اسم البطل المصرى ( رفعت على سليمان الجمال ) من مواليد سنه 1/5/ 1927 بمحافظة دمياط .
كان أبوه تاجرآ يعمل فى تجارة الفحم .. وكان له شقيقين وهما لبيب ونزيهة , والثالث وهو الاكبر ويدعى سامى وهو اخ غير شقيق . توفى والد الهجان فى سنه 1935 وكان رأفت وقتها فى الثامنة من العمر . انتقل بعد وفاة والده للعيش مع اخية الاكبر سامى والذى كان يعمل مدرسا للغة الانجليزية فى القاهرة .

رأفت فنان :

كان رأفت يهوى السنما والمسرح وعندما كان فى الثامنة عشرة من عمره اتيحت له الفرصه وألتقى بالفنان ( بشارة واكيم ) الذى مثل معه فى ثلاثة افلام على مدار ثلاثة اعوام متتالية من سنة 1945 و كانت ادوارة بسيطة حيث انها كانت البدايات الفنية له , اثناء ذلك استطاع سنة 1946 ان يحصل على شهادة دبلوم تجارة , حيث انه كان مستهترآ بدراسته بعض الشىء ان ان اتجاهه للسينما شجعه على النجاح فى دراسته وفى تلك الفترة واثناء عملة بالسينما تعرف الى راقصة تدعى ( بيتى ) ونظرآ لأستخدامهم اسماء حركية فانه من الارجح فى الواقع ان تكون هى الراقصة ( كيتى ) اليهوديه الاصل . انتقل رأفت للعيش معها فى منزلها مما اثار حفيظة أهله ودبت بينهم المشاكل العائلية التى على اثرها قرر الهجان ترك العمل فى السينما والبحث عن عمل اخر فى مكان بعيد عن القاهرة وعن العائلة .
رأفت يعمل ويتعرض لمؤامرة :
ألتحق بشركة تعمل فى مجال البترول وعمل بها لفترة ثم تركها بعد ذلك للعمل فى شركة فى الاسكندرية والتى تمت بها مؤامرة ضده لطرده من العمل فاتهم بانه مختلس وسارق وكانت تلك المؤامرة مدبرة له نظرآ لحقد من بعض زملاء العمل عليه نظرآ للمكانة التى وصل لها عند صاحب العمل وثقته فيه التى كانت تزداد يوما بعد يوم وعندما حصلت تلك المؤامرة عليه تعاطف معه صاحب العمل وفصله من العمل كى لا يتعرض رأفت للمساءلة القانونية . انتقل بعدها للعمل على سفينة شحن تدعى ( حورس ) تنقل رأفت على متن تلك السفينة الى مدن عدة منها (نابولى , جنوة , مارسيليا , برشلونة )ومدن عدة اخرى وفى النهاية استقرت السفين فى ( ليفربول ) هذا الميناء الانجليزى .
في ليفربول وجد عمل في شركة سياحية تدعى (سلتيك تورز) وبعد عمله لفترة بها واكتسابه الخبرات فى مجال السياحة , سافر إلى الولايات المتحدة بناء على عرض مغرى اخر من احد اصحاب شركات السياحة هناك ولكنه اقام دون تأشيرة عمل رسمية فأصبح عمله هناك غير قانونى وبدأت ادارة الهجرة تطارده فى ذلك الوقت , تخلى عنه صاحب العمل الذى كان يعمل معه , مما اضطره لمغادرة امريكا إلى كندا ومنها إلى المانيا وفي المانيا تعرض لسرقة جواز سفرة وامواله ,و القت الشرطه الالمانيه القبض عليه وحبسته ومن ثم تم ترحيله الى مصر .

الهجان يهودى

بعد عودة الى مصر ألتحق للعمل فى شركة قناة السويس لفترة ثم قرر بعدها السفر الى ليبيا وأثناء سفره وعند نقطة التفتيش على الحدود بين مصر وليبيا وجد معه الضابط الانجليزى جواز سفر بأسم ( دانيال كالدويل ) وفى نفس الوقت عثر معه على شيكات سياحية , كانت تلك الشيكات موقعة باسم رفعت الجمال ، فأثار ذلك الريبة والشك عند الضابط الأنجليزى فى ان هذا الشخص يهودى يحاول الهروب من مصر, ومن ثم تم ترحيلة الى القاهرة على انه يهودى . وفى الحجز اقتنع كل من حوله على انه فعلا يهودى , وكان من ضمن تلك المحتجزين يهودى يدعى ( ليفى سلامة ) اسمه الحركى (أفريم سلمون) وهذا الشخص ساعده بعد ذلك فى الأنخراط فى المجتمع اليهودى فى مصر وذلك لأقتناعة بشخصية الهجان على انه يهودى .

البوليس السياسى

فى ذلك الوقت كان البوليس السياسى يبحث عن شخصية يضعها داخل المجتمع اليهودى فى مصر حيث كان اليهود فى ذلك الوقت يقومون بتهريب اموال ضخمة خارج البلاد متجهة الى اسرائيل التى لم يمر على انشاءها فى ذلك الوقت سوا خمسه. ذهب ضابط البوليس السياسى ويدعى (حسن حسنى) وأخذ يستجوب الهجان , اثناء الحديث مع الهجان أعجب الضابط بشخصية الهجان لما به من دهاء وذكاء وسرعة بديهه وكذلك اتقانه للغتين الانجليزية والفرنسية , وجد فيه الشخص المطلوب زرعة وسط اليهود , وفى نهاية التحقيقات وبعد حديث مطول مع رأفت وبعد ان عرف الضابط كل شىء عن رأفت , قام الضابط بتقديم عرض الى رأفت الهجان , هذا العرض هو :
ان يتم محو ماضى رأفت تمامآ واسقاط كل التهم الموجهة إليه . ويتحول الى شخص يهودى ينغمس داخل المجتمع اليهودى او ان يتم محاكمته بكل التهم الموجة إليه ويمتثل للقانون . وبالفعل بعد تقديم هذا العرض وافق رأفت على الخيار الاول وهو ان يمحو ماضيه تمامآ وان يصبح يهودى ويعيش وسط المجتمع اليهودى كفرد منهم .

جاك بيتون

دخل رأفت المجتمع اليهودى فى مصر على انه (جاك بيتون) المولود فى 23 / 8 / 1919 يهودى الديانه من اب فرنسى وام ايطالية يعيشون فى فرنسا بعد رحيلهم عن مصر .
تلقى رأفت تدريبات مكثفة علم الاقتصاد واساليب التهرب من الضرائب وتهريب الاموال وكذلك كل ما يتعلق بالديانة اليهودية والتمييز بين اليهود الاشكانز , والسفارد , وتلقى تدريبات اخرى كثيرة على يد رجال البوليس السياسى.
انتقل بعدها رأفت للعيش فى الاسكندرية وانخرط داخل المجتمع اليهودى وبدأ يعيش كفرد منهم ومما يزيد ثقتهم فيه ويؤكد على انه يهودى ,انضم جاك بيتون (رفعت الجمال) الى الوحدة اليهودية (131) تلك الوحدة التى أنشئت على يد الكولونيل اليهودي (إفراهام دار) لحساب المخابرات الحربية الإسرائيلية (أمان) وكان يقوم أفرادها بعمليات تخريبية، ضد بعض المنشأت الأمريكية والأجنبية فى مصر على ان يبدو ان فاعلها هم المصريين نفسهم .. وسوف نعرف الكثير عن هذا الأمرفيما بعد عند التحدث عن (فضيحة لافون). وفي الوحدة (131) تعرف ( رأفت الهجان) على عدد من الاشخاص الذين سوف يكون لهم شأن فى عالم المخابرات والجاسوسية فيما بعد وعلى رأسهم (إيلي كوهين) واتمنى ان تتذكروا هذا الاسم جيدآ لان لنا حديث مطول عنه لانه فعلا يعتبر فيما بعد اخطر جاسوس صنعته اسرائيل .
فى ذلك الوقت كان الفضل الاكبر للهجان فى جلب المعلومات التى كشف بها البوليس السياسى عمليات اليهود فى مصر انذاك وتم القاء القبض على كل المشاركين في تلك العمليات ومن بينهم الهجان نفسه وطبعآ تم الافراج عن بعضهم فيما بعد ومنهم الهجان .

تطوير الخطة

بعد نجاحه واقتناع اليهود به وبدون ادنى شك فى انه يهودى . تم تطوير الخطة لتتم الاستفادة برفعت الجمال فى قلب اسرائيل نفسها .. وشجعهم على ذلك انه كان عضو فى الوحدة (131) اى انه سوف يعامل فى اسرائيل على انه بطل قومى , وانه بذلك سوف يكسب ثقة جميع الوكالات اليهودية ولا يكون هناك اى شك فيه داخل اسرائيل .
وكان اثناء عمله لحساب البوليس السياسى قد لفت انتباه كل من الضابط ( حسن حلمى) واسمه الحركى ( حسن صقر) و (عبد المحسن فايق) واسمه الحركى (محسن ممتاز) اذين كان لهم الفضل فى تجنيده فى اسرائيل .

تدريب الهجان

تم تدريب الهجان للعمل كجاسوس مصرى خارج مصر وفى قلب اسرائيل فكان يجب عليه دراسة تاريخ اليهود الأوروبيين والصهيونية وان يتعلم كل شىء عن الاحزاب والنقابات مثل( الهستدروت ) أتحاد العمال الاسرائيلى وكذلك علم الجغرافيا , وان يعرف الكثير عن الشخصيات السياسية الاسرائيلية وكيفية التعامل معهم , وكذلك استخدام الحبر السرى وفك الشفرات والتصوير وتحميض الافلام وكذلك معرفة فروع اجهزة المخابرات والكثير والكثير من علم الجاسوسية , وكان على رأس ما تعلمه هو اتقان اللغة العبرية .

جاك بيتون فى اسرائيل

بعد تلك التدريبات المكثفة التى تلقاها سافر (رأفت الهجان) الى نابولى وهناك كانت الوكالة اليهودية فى استقباله وطلبوا منه التوجه الى اسرائيل ولكنه رفض واخذوا يحاولون اقناع الجمال للسفر الى اسرائيل وفى النهاية وافقهم الهجان بعد عدة محاولات من قبلهم . ولم يوافق فى بداية الامر كى لا يثير الشكوك حوله .
سافر الهجان بالفعل على ظهر احدى السفن المتجهة الى اسرائيل وكان فى استقباله لدى وصوله الى هناك رجل مخابرات اسمه ( سام شواب )
وقام باستجواب الهجان بعضا من الوقت ثم اعطاه تأشيرة الاقامة فى اسرائيل وفيما بعد حصل منه الهجان على جواز السفر الاسرائيلى وهذا بالطبع يأكد وبضراوة نجاح العملية وثقة اليهود فى الهجان .

البداية
بدأ الهجان التفكير مليا فى انشاء شركة سياحية كى يتثنى له الخروج والدخول بشكل طبيعى من والى اسرائيل وكذلك السفر الى اى دولة اخرى لأستقطاب افواجه السياحية واخذ الهجان فى تكوين شركته السياحية التى كانت تحمل اسم " سى تورز " وكذلك اخذ فى تكوين العلاقات الاجتماعية فى اسرائيل وكان فى تلك الفترة لا يقوم باى عمليات استخبارات او تجسس حيث كان فى مرحلة تعرف باسم " الجاسوس الخامل " وهى ان يعيش حياتة طبيعية مثل اىمواطن اسرائيلى دون ان يثيرحوله الريبة او الشكوك وذلك لتأمين حياتة واستغل رأفت تلك الفترة فى تكوين العلاقات فقط واكتساب ثقة المخابرات الاسرائيلية ولا يقوم خلالها باى محاولة لمعرفة اى معلومات ولا يقوم بارسال اى معلومات يعرفها ولو بمحض الصدفة مهما كانت خطورتها . لان الاهم وجوده هناك فى اسرائيل فى تلك الفترة وليس المعلومات واستمر الحال من 1955 الى 1961 فى تلك الفترة تكونت لدى الهجان العلاقات الاجتماعية ومن ضمن تلك العلاقات علاقاته بأكبر الشخصيات فى اسرائيل منها
( سام شواب ) ضابط المخابرات و( موشى دايان) و(عيزرا وايزمان) و(جولدا مائير) وحتى (بون جوريون) رئيس وزراء اسرائيل فى ذلك الوقت . وبعد تلك الفتره ومع بداية نشاطة اصبح يرى من يصلح او لا يصلح لتكوين شبكته الجاسوسية واخذ فى تكوين المجموعات وارسال الاسماء المقترحة من اصدقائه ومعارفه من اقطاب المجتمع الاسرائيلى الى المخابرات العامة المصرية فى مصر لأنتقاء واختيار من يصلح للعمل معه وبالفعل نجح رأفت فى تكوين شبكات تجسس وكذلك نجح فى جمع معلومات ذات قيمة عالية جدآ لمصر وقتها كان على رأسها اعتزام اسرائيل اجراء التجارب النووية وكذلك اختبار بعض الاسلحة ذات التكنولوجيا العالية .

والى اللقاء فى الجزء الثانى ان شاء الله

جميل جميل الموضوع
و المعلومات رائعة يا كامبا

تسلمى كامبا على معلوماتك الهايلة واسف على تأخرى فى الرد

ولايهمك

وشكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا على لمرورك