بسم الله الرحن الرحيم
والصلاه والسلام علي أشرف المرسلين
سيدنا ونبينا محمد خاتم الانبياء والرسل
أما بعد,,,
بسم الله الرحمن الرحيم:﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ (آل عمران،103).
ويقول جلا وعلا :﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾(الأنفال،46).صدق الله العلي العظيم.
لمن لا يعرف معني كلمة مذهب فهي كالتالي :
لا يوجد مسلم يقول أن المذهب شئ جديد يضاف الي الشرائع النازلة على نبينا محمد (ص).
سواء كان المذهب مذهبا في الأصول أو كان المذهب مذهبا في الفروع. مذاهب الفروع كالشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية والجعفرية والاباضية وغيرها. ومذاهب الأصول كمذاهب الخوارج والمعتزلة والاشاعرة والشيعة الأمامية وغيرهم. الكل متفق على أن المذهب ليس شيئا جديدا يضاف الي الدين ويلتزم به الإنسان أمام ربه . إذ الجميع متفق على انه لا نبي بعد نبينا محمد (ص) وهذا مورد اتفاق بين الجميع.
هناك شيئا نزل به جبرائيل (عليه السلام) على قلب نبينا محمد (ص) هذا الشئ إما حكم في الأصول ككون الله جلا وعلا واحدا له صفات . وكيف يتصف بهذه الصفات والأسماء ؟ وهل صفاته زائدة على ذاته أم متحدة بذاته؟ وان المعاد هل هو جسماني أو روحاني؟ وإذا كان جسمانيا كيف يفسر كل هذا ، مع انه نزل على نبينا محمد (ص)؟ لا خلاف في ذلك بل و لا خلاف عند المسلمين أن لله في كل واقعة حكم ، أو كان هذا المذهب مذهبا في الفروع ككون الخمر حراما أو حلالا ، والفقاعات حلال أو حرام ، وان القصر في السفر واجب أو جائز وليس بواجب؟
هناك دين نزل به جبرائيل الأمين (ص)من عند الله سبحانه وتعالى على قلب نبينا محمد (ص)
هذا الدين واحد لا تعدد فيه ، ولا اختلاف فيه
'' لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ''(فصلت،42).
وحتى نتوصل الي الوحدة الإسلامية على هذا المستوى لا مناص من أن تكون القاعدة التي يمشي عليها الإنسان في صراط هذا المشروع هو قاعدة الخير. والمقصود بالخير هو ما يؤثر وهو ما يحكم العقل في لزوم اختياره وترجيحه على غيره من البدائل. المسلمون على تنوعهم واختلاف أعرافهم ، وألسنتهم ، وألوانهم ، ومذاهبهم لابد لهم أن يختاروا صيغة تحقق الحد الأدنى من صالح الجميع حتى لو لم يكن هذا الطرح ملبيا لطموحات الجميع.
ونسأل الله عز وجل أن يوحد كلمتنا ، وان يجمعنا على الحق ، وان يرد كيد الكافرين والمنافقين والظالمين والحاسدين . وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم والطاهرين.