رمضان مابقاش له طعم زي زمان".. ليه؟

"رمضان مابقاش له طعم زي الأول"، "فين رمضان بتاع زمان"، "يا سلام لو يرجع يوم من رمضان وإحنا صغيرين".. "أنا مش حاسس برمضان"..

جُمل نسمعها كثيرا مع حلول شهر رمضان خلال هذه السنوات، والغريب أن يقولها الشباب الصغير والأطفال بجانب جيل الكبار من الآباء والأمهات..

لما سألنا: "ليه؟".. اختلفت الآراء، ناس قالوا إن زمان كنا صغيرين وارتبط رمضان بالفانوس واللعب بالصواريخ والبمب، وناس تانية شايفة إن "الطعم" اليومين دول راح بسبب الهموم والمشاكل والغلا..
العيب فينا
"خباب محمد" 25 سنة، يقول: "فعلا رمضان مالوش طعم خالص، بس العيب في الواحد؛ لأن كل واحد فينا بيعيش رمضان بطريقته، اللي عايزه شهر عبادة هيكون عبادة، واللي شايفه غير كده هيلاقيه زي ما هو عايز، بمعنى إن الطعم ده الإنسان هو اللي بيعمله مش اللي بيحصل حواليه".
"أسماء السيد" 25 سنة تقول: "الجري وراء الشغل ضيع مننا حاجات كتير كانت حلوة، وكمان الغلاء والصراع على لقمة العيش، بخلاف الهموم والمشاكل والضغوط لم يتركوا للناس الفرصة للفرحة، والناس كلها عندها اكتئاب وماحدش بقى بيزور حد، ورمضان ما عدش فعلا له طعم زي زمان".
"أميرة" 21 سنة تحكي لنا عن والدتها التي دائما تردد "فين رمضان بتاع زمان؟"، حيث كانت العائلات والجيران مترابطين مع بعضهم في رمضان، والعزومات كانت مستمرة طول رمضان والكل بيحرص عليها، مش زي دلوقتي دايما تكون ناقصة واحد علشان ظروف شغله مثلا، وعلشان كده مفيش طعم لرمضان في رأيها.
حتى الفانوس اتغير
"أحمد فتحي" 24 سنة، يرى أن عدم الإحساس برمضان موجود أيضا عند الأطفال، فكثير منهم يقول: "رمضان مش زي زمان"، ويعتقد "أحمد" أن السبب في تقاليد الاحتفال اللي اختلفت الآن عن الماضي، قائلا: "حتى الفانوس بتاع رمضان اللي اتعودنا عليه بقى على شكل بطة أو وزة، يبقى إزاي رمضان يفضل زي ما هو؟!".
"آيات الحبال" 23 سنة تقول: "وأنا صغيرة كنت بالعب في الشارع بالفانوس مع أصحابي ونفرقع صواريخ وبمب، لكن لو بصينا على الفوانيس دلوقتي حنعرف إيه اللي جرى لرمضان، يعني بالرغم من أن الفانوس النحاس لسه موجود إلا إنك لو جبته مثلا لأي طفل حيبصلك من فوق لتحت وحيكون عايز الفانوس الصيني اللي ملوش طعم، أنا عن نفسي حاولت أرجع طعم زمان فجبت فانوس نحاس من أبو شمعة وباعلّم أولاد إخواتي إزاي يلعبوا بيه".
عدم الإحساس برمضان في رأي "محمد فريد" 26 سنة سببه الإعلام، يقول: "التليفزيون هو رمضان، فالآن يوجد 100 قناة فضائية وأرضية وكل عيلة لوحدها، أو كل فرد فيها أمام القناة اللي بيفضلها، مفيش كده اللمة حتى وقت الفطار".
البعد عن الدين
"الأصل في رمضان هو العبادة والتقرب من الله وليس بالفرجة على مسلسلات الراقصات والمغنيات، وعلى كل شيء بعيد كل البعد عن الدين"، هذا ما يوضحه "حسام عادل" 26 سنة مضيفا: "اللي فاضل في رأيي من ريحة زمان هي صلاه التراويح؛ لأننا بتقابل فيها ناس مش بنشوفهم إلا من السنة للسنة، وأعتقد إننا مش حنرجع نحسّ برمضان إلا لما نغير ما بأنفسنا، والآية بتقول: {إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}".
"صفاء صلاح" 22 سنة تقول: "أنا كل سنة بعد التانية طعم رمضان مش باحسه عشان بقيت مشغولة أكتر، والسنة دي في أول يوم من رمضان ماكنتش مقتنعة إن رمضان خلاص جه، وأعتقد أن سبب ده إن القلب بقت تحجبه ذنوب ومعاصي كثيرة عن حلاوة الإحساس برمضان".
مفهوم "الجماعة".. مفتقد
تعلق على الآراء السابقة الدكتورة "إنشاد محمود عز الدين" أستاذ علم الاجتماع موضحة أن المجتمع المصري مرّ خلال العقود الثلاثة الأخيرة بعدد من مراحل التغيرات الاجتماعية المهمة التي أثرت على تقاليد المجتمع وموروثاته، وأثرت أيضا على شخصية الإنسان المصري، مما عمل على تغيير بعض المفاهيم وطريقة تعاملنا مع الأحداث والمناسبات الاجتماعية، مما أدى لعدم إحساس البعض بها واختلاف طريقة استقباله لها.
تضيف: "من هذه المناسبات يأتي شهر رمضان المبارك، ويمكننا أن نرصد بعض التغيرات التي لحقت به بمثال بسيط.. ففي الماضي كانت العائلات تجتمع على موائد الإفطار وكان من غير المقبول أن يتغيب عنها أحد مهما كان عذره، أما الآن فلم يعد تغيب شخص ما من العائلة بسبب العمل أو الدراسة أو لتضارب المواعيد يمثل مشكلة، أيضا كنا جميعا ننتظر وجبة السحور بقدوم المسحراتي ولكن المسحراتي اختفى حاليا وأصبحت هناك بدائل له".
تكمل: "معنى ذلك أنه لم تعد هناك توجهات واحدة لدى الأسرة، ولم يعد هناك شيء محدد يمكن التوحّد له والالتفاف حوله، مما جعلنا نفتقد مفهوم "الجماعة" ذات الاهتمامات المشتركة، وبالتالي قلّ التفاعل بين أفرادها، مما يجعل كل فرد يعيش بمفرده، وبالتالي لم يعد رمضان يعني "اللمة" و"العزومة" و"التزاور" بل أصبح له معنى خاص يختلف من فرد لآخر، مما جعلنا غير قادرين على الإحساس به".

وأنت.. هل تشعر أن رمضان فعلا "مابقاش زي زمان"؟!

منقول

بجد مواضيعك كلها جمده

مشكووووووور عالمرور أحمد