ahlystar المدير العام
عدد الرسائل : 3684 العمر : 37 المزاج : رايق 1 : مصر ام الدنيا تاريخ التسجيل : 14/01/2007
| موضوع: مصر عام 73 !! الخميس 18 سبتمبر 2008, 11:54 pm | |
| "" حين اجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة الرئيس أنور السادات في وزارة الحربية وأصدر قراره بالحرب تحت عنوان "توجيه صادر إلى القائد العام للقوات المسلحة وزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل بتاريخ 5 من شهر رمضان 1393 أول أكتوبر 1973" ويومها تم الاتفاق على الخطة النهائية للحرب . """ لم نكف عن التفكير في الهجوم على العدو الذي يحتل أراضينا حتى في أحلك ساعات الهزيمة في يونيو 1967، لقد كان الموضوع ينحصر فقط في متى يتم مثل هذا الهجوم ؟؟ وربط هذا التوقيت بإمكانيات القوات المسلحة لتنفيذه وفي خريف 1968 بدأت القيادة العامة للقوات المسلحة تستطلع إمكان القيام بمثل هذا الهجوم على شكل "مشاريع استراتيجية" تنفذ بمعدل مرة واحدة في كل عام، وقد كان الهدف من هذه المشاريع هو تدريب القيـادة العامة للقوات المسلحة- بما في ذلك قيادات القوات الجوية والقوات البحرية وقوات الدفاع الجوي، وكذلك قيادات الجيوش الميدانية وبعض القيادات الأخرى- على دور كل منها في الخطة الهجومية. وقد جرت العادة على أن يكون وزير الحربية هو المدير لهذه المشاريع، وأن يدعى رئيس الجمهورية لحضور جزء منها، لكي يستمع إلى التقارير والمناقشـات التي تدور خلالها، وقد استمرت هذه المشاريع خلال عامي 1971 و1972.أما المشروع الذي كان مقررا عقده عام 1973 فلم يكن إلا خطة حرب أكتوبر الحقيقية التي قمنا بتنفيذها في 6 أكتوبر 1973. وحيث إن إسرائيل كـانت تتفوق علينا تفوقاً ساحقاً في كل شئ خلال عام 1968 والأعوام التـالية، فقد كان مديرو هذه المشاريع الاستراتيجية يفترضون امتـلاكنا لقوات مصرية ليست موجودة واقعياً، وذلك حتى يكون من الممكن تنفيذ مشروع الهجوم بأسلوب لا يتعارض مع العلم العسكري. وبمعنى آخر فإن المديرين كانوا يضعون الخطة الهجومية على أساس ما يجب أن يكون لدينا، إذا أردنا القيام بعملية هجوم ناجحة. ولا يمكن أن نعتبر هذا خطا كبيرا حيث إن مثل هذه الخطط وإن كانت غير واقعية، فإنها تظهر بوضوح حجم القوات المسلحة التي يجب توافرها لكي يمكن تنفيذ خطة هجوميـة ناجحة. وفي خـلال السنوات 69 وما بعدها أخذت قواتنا المصرية تزداد قوة، وأخذت خططنا في تلك المشاريع الإستراتيجية تبدو اقل طموحا- نتيجة ربط الأهداف بالإمكانات الواقعية- وبذلك أخذت الثغرة بين إمكاناتنا الهجومية وخططنا الهجومية في المشاريع الاستراتيجية تضيق شيئا فشيئا، حتى تم إغلاقها تماماً في أكتوبر1973. وهكذا أصبحت خطتنا الهجومية عام 73 مطابقة للإمكانات الفعلية لقواتنا المسلحة الإستراتيجية تبدو اقل طموحا- نتيجة ربط الأهداف بالإمكانات الواقعية- وبذلك أخذت الثغرة بين إمكاناتنا الهجومية وخططنا الهجومية في المشاريع الاستراتيجية تضيق شيئا فشيئا، حتى تم إغلاقها تماماً في أكتوبر 1973. وهكذا أصبحت خطتنا الهجومية عام 73 مطابقة للإمكانات الفعلية لقواتنا المسلحة .الروح المعنوية بعد هزيمة يونيو 67 إن رفع الروح المعنوية لجيش مهزوم هو عملية شاقة ولاسيما إن كـانت أسباب الهزيمة غير معروفة. لم تكن الحقائق عن أسباب هزيمة يونيو 67 معروفة للشعب المصري، فقد كان الشعب حائرا بين ما يسمعه من أقوال متناقضة، فقد كـانت القيادة السياسية تلقى باللوم على القيادة العامة للقوات المسلحة، بينما كانت القيادة العامة للقوات المسلحة تشيع سرا أن القيادة السياسية هي المسئولة عن الهزيمة لأنها حرمت على القيادة العسكرية القيام بتوجيه الضربة الأولى وترتب على ذلك قيام إسرائيل بتوجيه الضربة الأولى وتدمير قواتنا الجوية. ومن وجهة نظر أخري نعتقد إن قواتنا المسلحة كـانت سوف تنهزم في عام 67 حتى لو قامت بتوجيه الضـربة الأولى. لقد أخطأت القيادة السياسية والقيـادة العامة للقوات المسلحة كلتاهما في حساباتهما. وبينما كـان الشعب المصري حائرا بين الآراء المتعارضة حول أسباب الهزيمة لم يجد صورة يعبر بها عن سخطه سوى أن يلقى باللوم على كل رجل عسكري يراه. كان الناس يستهـزئون من كل رجل يمر في الطريق العام مرتديا ملابس عسكرية وينكتون عليه، وكانت الهزيمة قد أثرت في الروح المعنوية للجنود فجاءت هذه الأستهزاءات من الشعـب لتزيدها هبوطا، وفي ظل هذه الظروف القاسية أخذت القيادة العامة الجديدة للقوات المسلحة على عاتقها رفع الروح المعنوية للرجـال ما بين يونيو 67 وأكتوبر 73. لقد كانت معركة رأس العش دارت يوم أول يوليو 67 هي أول عمل عسكري يعيد الثقة إلى النفوس. سواء على مستوى القوات المسلحـة أم على مستوى الشعب، ففي هذه المعركة قـام رجال الصاعقة المصريون باعتراض قوة إسرائيلية كانت تتقدم شمالا في اتجاه بور فؤاد لاحتلالها فهزموها واضطروها إلى الفرار وبعد اكثر من ثلاثة أشهر وعلى وجه التحديد بتاريخ 21 من أكتوبر 67 قام رجال البـحرية المصرية بإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات التي كانت تقوم بأعمال الدورية أمام بور سعيد، ثم بدأت حـرب الاستنزاف في سبتمبر 68، ومـا صاحب ذلك من عمليات عبور جريئة قام بها رجال الصاعقة، حيث نصبوا الكمائن وأثاروا الذعر بين صفوف الإسرائيليين واستعادت القوات المسلحة ثقتها الكاملة بنفسها في يونيو 1970 عندما نجحت قوات الدفاع الجوي في إسقاط عشر طائرات إسرائيلية خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970.الثقة بين الرؤساء والمرؤوسين إن القائد لا يستطيع أن يكتسب ثقة جنوده بمجـرد الشعارات البراقة أو عن طريق إصدار التعليمات والتوجيهات والنداءات، وإنما عن طريق القدوة الحسنة والعلاقات المتبادلة التي أساسها الصراحـة واحترام الذات ، إن القائد يستطيع أن يكتـسب ثقة واحترام جنوده إذا توافرت فيه الصفات التي تجتذب الجندي، وأهمها: المعرفة، والشجاعة، والخشونة، والصدق في القول. والعدل بين المرؤوسين، وعدم المحابـاة على أساس القرابة والصداقة. إن الجندي لا يهتم بما يسـمع فهو يعلم بغريزته أن ليس كل مـا يقال حقيقة، ولكنه يرى ويحس بما يدورحوله. إنه لمن السذاجة أن يطلب القائد من جنوده التقشف بينما هو يعيش عيشة مرفهة، انهم سيسمعون، وأدبا سيسكتون، ولكنهم فيما بينهم سينتقدون ويستهزئون وكان هناك موضوع "التدريب بالمغامرة" ، وكذلك إعادة إدخال الرياضة والمنافسات الرياضية في القوات المسلحة بعد أن كـانت قد أوقفت منذ يوليو 1967. واعتبارا من يناير عام 1972 بدأت المنافسات الرياضية بين 14 قيادة عسكرية رئيسية في 7 العاب. أي انه طوال العام تتم اكثر من 450 مقابلة رياضية، وقد استقبل القادة والجنود هذه المنافسات بحماس شديد، وحققت أكثر من هدف: فقد حطمت الحواجز بين الضباط والجنود، وخلقت روح الفريق، وبالإضافة إلى ذلك فقد كانت توفر مناسبة ترفيهية لآلاف الضباط والجنود الذين يحضرونها لتشجيع فرقهم الرياضية، لم تتوقف المنافسات الرياضية خلال عام 73 بل ازداد عدد الألعاب التي يجري عليها التنافس وازدادت العلاقة بين الضباط والجنود عمقاً . الدعم العسكري العربي وإذا نحن حسبنا إجمالي الدعم العسكري الذي قدمته الدول العربيـة إلى دول المواجهة سواء قبل بدء حرب أكتوبر 73 أم بعدها يتضح لنا ان إجمالي هذه القوات كان كما يلي: الجزائر : سرب ميج 21 ، سرب سوخوى 7 ، سرب ميج 17 ، لواء مدرع ،
المغرب : كتيبة مشاة ، لواء مشاة ، لواء مشاة
ليبيا : لواء مدرع ، سربي ميراج " واحد يقوده طيارون ليبيون وآخر يقوده مصريون "
العراق : سرب هوكر هنتر
هناك 7 دول عربيـة أخرى لم تسهم في المعركـة بقوات عسكرية وهي: الإمارات العـربية المتحدة، دولة البحرين، سلطنة عمان، دولة قطر، الجمهورية اللبنانية، الجمهورية العربية اليمنية، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. ولعل عدم اشتراك هذه الدول في تقديم الدعم العسكري لا يعني أحجاما منها عن ذلك وإنما يعني أنه لم يكن لديها ما تستطيع أن تقدمه للمعركة. وهكذا يمكن القول إن التـعاون العربي خـلال حرب أكتوبر كان أفضل صورة ظهر بها العرب منذ إنشـاء دولة إسرائيل. ولكن يجب أن نعترف بأخطائنا وان نتعلم منها، فقد كان الخطأ الأول هو التأخير الواضح في إرسال هذا الدعم العسكري إلى الجبهات المخـتلفة مما جعل الكثير من وحـدات الدعم تصل في وقت متأخر لا يسمح بان يكون لها تأثير كبير على سير المعركة والخطأ الآخر هو أن بعض وحدات الدعم كـان مسـتوى تجـهيزه وتدريبه لا يسمح له بان يدخل في معركة ضد القوات الإسرائيلية التي كانت على مسـتوى عال من التجهيز والتدريب.
الدعم المالي العربي:
لقد ذكرنا فيما سبق أن الدعم العسكري العربي لدول المواجهة يفوق في أفضليته الدعم المادي، حيث إنه يزيد من قوتها وقدراتها القتالية بصفة مباشرة، أما الدعم المادي فإنه يحتاج إلى وقت لكي تظهر نتـائجه. وهي : مقررات مؤتمر الخرطوم 67، والمعونة المالية العراقية لمصر، والمعونة الجزائرية لمصر عام 73. ولا يعني هذا أن هذا هو كل ما قامت به الدول العربيـة من دعم مادي لمصر أو دول المواجهة، وإنما يعني أن تلك هي المعونات الثابتة والمسجلة ، وإننا نسمع الآن كلامـا كثيرا عن معونات مالية كبـيرة دفعت إلى مصر، ولكن للأسف الشديد ليست هناك مراجع رسمية تؤكد وتحدد هذه المعونات.
يقول الأستاذ هيكل في كتابه "الطريق إلى رمضان" إنه خلال الأيام الأولى لحرب أكتوبر 73 تبرعت ليبيـا بمبلغ 40 مليون دولار، 4 مـلايين طن من الزيت، وإن المملكة الـعربيـة السعودية تبرعت بمبلغ 200 مليون دولار وإن دولة الإمارات تبرعت بمبلغ 100 مليون دولار. قد تكون هناك تبرعات أخرى من هذه الدول أو من دول عربية أخرى قبل حرب أكتوبر وأثناءها.
الهدوء الذي يسبق العاصفة
الاجتماع المصري- السوري في الإسكندرية أغسطس73:
في تمام الساعة 1400 يوم 21 من أغسطس 73 دخلت ميناء الإسكندرية باخـرة ركاب سوفيتية وعليها 6 رجال سوريين كان يتوقف على قرارهم مصير الحـرب والسلام فى منطقة الشرق الأوسط. كـان هؤلاء هم اللواء طلاس وزير الدفاع، واللواء يوسف شكور (ر.أ.ح. ق. م. س)، واللواء ناجى جـميل قـائد القوات الجوية والدفاع الجوى، واللواء حكمت الشهابي مدير المخابرات الحربية، واللواء عبد الرزاق الدردري رئيس هيئة العمليات، والعميد فضل حسين قائد القوات البحرية. كانوا جميعا بملابسهم المدنية ولم يخطر وسائل الإعلام فى مصر او فى سوريا بأي شىء عن هذا الموضوع سواء قبل وصـوالوفد ام بعده . وفي الساعة 1800 من اليوم نفسه اجتمع الوفدان المصري والسوري فى مبنى قيادة القوات البحرية المصرية فى قصر رأس التين بالإسكندرية. كان الوفد المصري يتكون من الفريق اول احـمد إسماعيل وزير الحـربية، والفريق سعد الدين الشاذلى ، واللواء محمد على فهمي قائد الدفاع الجـوى، واللواء حسنى مبارك قائد القوات الجوية، واللواء فؤاد زكرى قـائد القوات البحرية، واللواء عبـد الغنى الجمسى رئيس هيئـة العمليات، واللواء فؤاد نصار مدير المخـابرات الحربيـة. كان هؤلاء الرجـال الثلاثة عشـر هم المجلس الأعلى للقوات المصرية والسورية المشتركة، وكان يقوم بأعمال السكرتارية لهذا المجلس اللواء بهى الدين نوفل. كان الهدف من اجتماع هذا المجلس هو الاتفاق على ميعاد الحرب. وحيث إن قرار الحرب هو في النهاية قرار سياسى وليس قرارا عسكريا فقد كانت مسئوليتنا تنحصر فى إعطاء الإشارة للقيادة السياسية فى كل من مصر وسوريا بأننا جاهزين للحرب فى حدود الخطط المتفق عليها، وأن نحدد لهم افضل التواريخ المناسبة من وجهة نظرنا استمرت اجتـماعاتنا خلال يوم 22 من أغسطس، وفي صباح يوم 23 من أغسطس كنا قد اتفقنا على كل شيء وأخـذنا نعد الوثائق الرسميـة لهذا الاجتماع التاريخي. وكـان قرارنا يتلخص في أننا مستعدين وجاهزون للحرب وفيما يتعلق بتاريخ الحرب فقد اقترحنا توقيتين أحدهما خلال الفترة من 7 ألى 11 من سبتمبر والثاني خلال الفترة من 5 ألى 11 من أكتوبر 73. وعلاوة على ذلك فقد اقترحنا افضل الأيام داخل كل مجموعة من التوقيتية وقد طالبنا للقيادة السياسية بأن تخطرنا بالقرار الخاص بتوقيت الحرب قبل بدء القتال بخمسة عشر يوما، وقد حرر محضر الاجتماع من صورتين وتم التوقيع عليهما من قبل كل من ر.ا.ح.ق.م السوري والمصري (اللواء يوسف شكورعن الجانب السوري، والفريق سعد الدين الشاذلي عن الجانب المصري). كان انتخاب توقيت سبتمبر يعنى أن القيادة السياسية يتحتم عليها اتخاذ القرار و إخطارنا به قبل يوم 27 من أغسطس أي بعد 4 أيام على الأكثر من تاريخ انتهاء المؤتمر، فلما جاء يوم 28 دون أن نخطر بشيء بدا واضحا أن الحرب ستكون في 5 من أكتوبر أو بعد ذلك بقليل.
| |
|
ahlystar المدير العام
عدد الرسائل : 3684 العمر : 37 المزاج : رايق 1 : مصر ام الدنيا تاريخ التسجيل : 14/01/2007
| موضوع: رد: مصر عام 73 !! الخميس 18 سبتمبر 2008, 11:55 pm | |
| معركة العبورفي الساعة 1300 يوم 6 من أكتوبر وصل رئيس الجمهورية ومعه وزير الحـربية إلى المركز 10 ودخلا غرفة العمليات حيث كان كل فرد في مكانه منذ الصباح. كان الوقت المحدد لعبور الموجـة الأولى من المشاة هو الساعة 1430 ولكن كان هناك الكثير من المهام الأخرى التي يجري تنفيذها قبل ذلك. ولعل أهم هذه المهام هو قيام قواتنا الجوية بتوجيـه ضربة جوية إلى مطارات العدو ومراكز قيادته ومناطق حشد مدفعيه في سيناء وقد اشترك في هذه الضربة الجوية اكثر من 200 طائرة عبرت خـط القناة على ارتفاع منخـفض جدا في الساعة 1400. وبمجرد عبور قواتنا الجوية لخط القنـاة بدأت مدفعيتنا عملية القصف التحضيري المكثف على مواقع العدو شرق القناة وفي الوقت نفسه تسللت عناصر استطلاع المهندسين وعناصر من الصاعقة إلى الشاطئ الشـرقي للقناة للتأكد من تمام إغلاق المواسير التي تنقل السائل المشتعل إلى سطع القناة. وبينما كانت تلك الأعمال جميـعها تتم بنجاح كان الجميع ينتظرون أخبار عبور المشاة حيث إن ذلك هو الذي سيحدد مصير المعركة وبينما كنا ننتظر وكان على رءوسنا الطير وصلت المعلومات بتما عبور الموجة الأولى ودوت مكبرات الصوت داخل المركز 10 تعلن الخبر المهم الذي بعث الفرحـة والسكينة في نفوس الجميع. أخذت المعلومات عن عبور الموجات التالية للمشاة تتوالى وفي توقيتات تتطابق تماما مع توقعاتنا وبعد أن اطمئن الرئيس بهذه الأخبار السارة انسحب هو ووزير الحربية من غرفة العمليات للراحة، وحوالي السابعة مساء غادر الرئيس المركز 10 عائدا إلى قصر القاهرة. وفي الساعة 1830 من يوم 6 أكتوبـر كان قد عبر إلى الشاطئ الآخر 2000 ضابط و 30,000 رجل من خمس فرق مشاة واحـتفظوا بخـمسة رءوس كـباري قاعدة كل منها تتراوح بين 6 و 8 كيلومترات وعمق كل منها يتراوح بين 3 و5 كيلومترات. كان المهندسون مازالوا يعملون بجد في فتح الثغرات في السـاتر الترابي ولكنهم لم يكونوا قد انتهوا بعد من هذا العمل، وبالتالي لم تكن لدينا دبابات أو مركبات على الجانب الآخر، وذلك فيما عدا اللواء البرمائي الذي عبر البحيرات المرة ما بين 1400 و 1500 في قطاع الجيش الثـالث وقد بدا يعمل في عمق العدو وكان معه 20 دبابة برمائية و 80 مركبة برمائية توباز، وبالإضافة إلى ذلك فقد كانت هناك أعداد محدودة أخرى من المركبات البرمائية التي عبرت بحيرة التمساح لكي تعمل في قطاع الجيش الثـاني. كانت دبابات اللواء 130 البرمائي هي الدبابة ت 76 وهي تشكل قوة نيران كبيرة إذا استخدمت ضـد وحدات العدو الإدارية ومراكز قيادته والمواقع غير الحصينة ولكن خـفة تدريعها وصغر عيار مدفعها يجعلانها ليست ندا لدبابات العد والمواقع غير الحصينة ولكن خـفة تدريعها وصغر عيار مدفعها يجعلانها ليست ندا لدبابات العدو المتوسطة بأنواعها كلها والتي كانت مسلحـة بالمدفع 105 ملليمتر. لذلك كنت انتظر بفارغ الصبر بتمام عملية فتح الثغرات في السـاتر الترابي للعدو. إن فتح هذه الثغرات هو الذي سيمكننا من البدء في عملية نقل دباباتنا إلى الضفة الشرقية سواء عبر المعديات أو عبر الكباري. ويقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( وفى الساعة 1420 بدأت الموجات الأولى لخمس فرق مشاة وقوات قطاع بورسعيد فى اقتحام قناة السويس ، مستخدمة حوالى ألف قارب اقتحام مطاط ، وبعد عدة دقائق وضع ثمانية آلاف جندى أقدامهم على الضفة الشرقية وهم يهللون بملء حناجرهم .. الله أكبر .. وبدأوا فى تسلق الساتر الترابى المرتفع ، واقتحام دفاعات العدو الحصينة ، وهم يحملون أسلحتهم الشخصية ، والأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات وفى اقل من ست ساعات .. وبالدقة فى الساعة 1930 أتمت الفرق الخمس مشاة وقوات قطاع بورسعيد أقتحام قناة السويس على مواجهة 170 كيلومترا ، بقوة 80 ألف جندى من أعز ابناء مصر وذلك باستخدام قوارب الاقتحام المطاط ، ووسائل العبور والاقتحام الأخرى فى 12 موجة متتالية .. واتمت الاستيلاء على 15 نقطة قوية للعدو ، واكملت حصار باقى النقط القوية ، كما تمكنت قواتنا من الاستيلاء على رءوس الكبارى بعمق 2 إلى 4 كيلومتر وهكذا دمرت قواتنا المسلحة فى أقل من ست ساعات خط بارليف الدفاعى وحطمت حصونه التى استمر العدو يتغنى بها كل السنوات الماضية و قبل آخر ضوء كانت أعداد كبيرة من طائرات الهليوكوبتر قد أفرغت حمولتها من رجال الصاعقة فى عمق سيناء شمالا وجنوبا ...... ففى الشمال قاتل رجال الصاعقة فى مواجهة الجيشين الثانى والثالث فى عمق سيناء قتالا مستميمتا على الطرق والمضايق ضد مدرعات العدو التى حاولت الاقتراب لاجهاض عملية عبور قواتنا ... بل وألقوا بانفسهم فى طريق تقدم العدو وعلى ظهورهم الألغام المضادة للدبابات كى تنفجر فوق أجسامهم مدرعات العدو ... ونستبق الحوادث قليلا لنذكر كيف أن وحدة من الصاعقة ظلت تتمسك بمضيق سدر من يوم 6 إلى يوم 22 اكتوبر فحرمت بذلك العدو من اجتياز هذا المضيق لمدة 16 يوما ، حتى جاءها الأمر بالارتداد فعادت لتنضم إلى باقى قوات الجيش الثالث
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( ومن الملامح البارزة فى قتال هذا اليوم ـ وطول مدة الحرب ـ أن القادة كانوا يضربون القدوة والمثل لرجالهم ، يتقدمون جنودهم ، ويقاتلون معهم فى الخطوط الأمامية ، ويستشهدون بينهم ….. و يكفى أن نعلم أن الضباط قادة الفصائل والسرايا عبروا فى الدقائق الأولى ، وأن قادة الكتائب قد عبروا خلال 15 دقيقة من بدء القتال ، وعبر قادة اللوءات خلال 45 دقيقة ، وقادة الفرق خلال ساعة ونصف من بدء الحرب . ولذلك كانت نسبة الخسائر فى الضباط والقادة عالية عن المعدل ، إلا أن الأصرار على تنفيذ المهام كان يتطلب منهم ذلك وفى سبيل النصر وتحرير الأرض تهون الأرواح كان من أصعب المواقف التى تواجه المشاة ، هى الفترة الحرجة التى كان عليهم أن يقاتلوا دبابات العدو لمدة 6 إلى 8 ساعات حتى تنضم إليهم الإسلحة الثقيلة من الدبابات والأسلحة الأخرى بعد عبورها على المعديات والكبارى وقد تطول المدة إذا تاخر انشاء بعض المعابر او تعطل تشغيلها إن قتال المشاة ضد الدبابات هو قتال غير تقليدى يتطلب مهارة وشجاعة كبيرة وكان امام المشاة بعد ظهر ذلك اليوم بالجبهة 300 دبابة إسرائيلية موزعة على طول الجبهة …. وقد تمكنت قوات المشاة والصاعقة من تدمير 100 دبابة بمعاونة من نيران المدفعية الموجودة على الضفة الغربية للقناة ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية ( وفى الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة قامت طلائع القوات التى عبرت القناة برفع أعلام جمهورية مصر العربية على الشاطىء الشرقى للقناة معلنة بدء تحرير الأرض السليبة ، واستمر تدفق الموجات عبر القناة بانتظام بفاصل حوالى 15 دقيقة بين كل موجة واخرى حتى الموجة الرابعة حيث بدأ تناقص معدل التدفق نتيجة لإرهاق الأطقم المخصصة للتجديف فى القوارب ولحدوث بعض الأعطال فيها وتسرب المياه بداخلها ...... وقد أدى عدم انتظام تدفق موجات العبور إلى اللجوء إلى المرونة وعدم التقيد بتسلسل العبور ...... ولذا اعطيت الأسبقية لعبور الأفراد والأسلحة المضادة للدبابات والمعدات التى تؤثر على سير القتال .. مع استخدام بعض الناقلات البرمائية من طراز كيه 61 حمولة 3 أطنان لنقل الألغام و حتى الساعة الرابعة والنصف مساء تم عبور 8 موجات من المشاة ... واشتد ضغط أفراد المشاة المصريين على حصون خط بارليف ونقطه القوية وكان الحصن المقام عند علامة الكيلومتر 19 جنوب بورسعيد ـ حصن لاهتزانيت ـ هو أول الحصون التى سقطت وكان ذلك فى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر ، وتوالى بعد ذلك سقوط باقى الحصون الظهر ، وتوالى بعد ذلك سقوط باقى الحصون وفى حوالى الساعة الخامسة والنصف مساء أى قبل الغروب تم ابرار 4 كتائب صاعقة بواسطة الهيليكوبتر التى كانت تطير على ارتفاع منخفض فى عمق العدو فى أماكن متفرقة داخل سيناء . ونظرا لخروج هذه الطائرات عن نطاق مظلة الصواريخ المصرية غرب القناة فقد استطاع العدو اسقاط عدد منها بحمولتها البشرية عندما جاءت ساعة الصفر وقامت قوات الطيران و المدفعية بإشعا النيران المصرية فوق الضفة الغربية قامت قوات مشاة الفرقة الثانية بعبور قناة السويس بالقوارب المطاطة وقام الضباط والجنود بتسلق هذه السواتر الترابية الهائلة و التقدم فى عمق سيناء حوالي 2كم فى فترة زمنية لم تتجاوز ال 10 دقائق وكان من المخطط أن يتم ذلك فى حوالي من 30 الى 40 دقيقة وقامت قوات المشاة برفع العلم المصري على الضفة الشرقية لقناة السويس وسط الصيحة الكبرى المشهورة فى حرب أكتوبر وهى : اللـــــــه أكـــــبر ، اللـــــــه أكبــــر . وقامت قوات المشاة بالأسلحة الخفيفة الى التصدي الى دبابات العدو وقام قائد الفرقة بعبور قناة السويس وتسلق الساتر الترابي بعد 5, 1 ساعة من عبور قوات مشاة هذه الفرقة وتم تركيب كل أجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية على الضفة الشرقية وبعد ذلك كانت إجراءات إنشاء الكباري لعبور الدبابات الى هذه المنطقة تجرى حتى تم بالفعل إنشاء أول كوبري لعبور الدبابات فى تمام الساعة الثامنة وعشرون دقيقة من مساء يوم 6 أكتوبر وحتى ذلك الوقت لم تأتى مهاجمة العدو بالدبابات على موقع الفرقة الثانية ثم بدأت كتائب الجيش الإسرائيلي الى الوصول فى تمام الساعة الثامنة وثلاثون دقيقة فتقدمت أول كتيبة إسرائيلية فتصدت لها قوات مشاة الفرقة الثانية وقامت بإبادتها إبادة كاملة ثم تقدمت الكتيبة الثانية للعدو وفى هذا التوقيت وصلت الدبابات المصرية الى موقع الفرقة الثانية لكي تقوم بالتصدى لكتائب العدو التي تتقدم الواحدة تلو الأخرى نشبت حرب الدبابات الرهيبة فى هذا الموقع للفرقة الثانية المصرية واستمر العدو فى مضاعفة ضربات الطيران وضرب الكباري وتحدياته للدفاع الجوى المصري وجاءت أول أشعة الشمس يوم 7 أكتوبر تظهر على الجنود المصريين وهم على ارض سيناء وبدأ العدو يرسل باحتياطيه الكبير لقواته المدرعة وصلت هذه القوات الى ارض المعركة فى السابعة من مساء يوم 7 أكتوبر و فى الساعة الثامنة من مساء يوم 7 أكتوبر قام اللواء 190 مدرعات للعدو بالتحرك من بير سبع على الطريق الساحلي على أن يلحق به جزء من اللواء متمركز من قبل فى العريش وبدأت مدرعات العدو تظهر فى الساعة 11 من صباح يوم 8 أكتوبر وبدأت سرية أولى من مهاجمة الجانب الأيسر للفرقة الثانية المصرية ولكن الفرقة المصرية تصدت لها وإبادتها بأكملها وكانت هذه السرية عبارة 10 دبابات ثم هاجمت سرية ثانية وتم تدمير 6 دبابات منها ثم هاجمت ثرية ثالثة ثرية ثالثة وكانت قوات طلائع القوات المصرية قد جاءت بالبيانات التالية أن قوات مدرعة للعدو بأعداد كبيرة من 70 الى 80 دبابة وعلى مسافة من 10 اللي 15 كم من الفرقة الثانية على استعداد للتحرك تم التقاط رسالة لاسلكية من القائد تعطى بلاغا لهذا المدرع8ا بالتحرك بعد 20 دقيقة وترجمت الرسالة الى اللغة العربية فى 10 دقائق فأصبح باقي من الزمن 10 دقائق فقط وقام قائد الفرقة المصرية بوضع خطته على الفور وإصدار أوامره وكانت خطته تعتمد على مواجهة العدو بالداخل وليس من الخارج فأمر قائد الكتيبة الأولى التي تمر عليها قوات العدو بعدم التعرض لهم حتى يصبحوا بداخل قواتنا المسلحة وبالفعل تم ترك مدرعات العدو حتى عبرت الكتيبة المصرية الأولى وكانت هذه الدبابات تسير بسرعة 40 كم فى الساعة مع العلم بأن السرعة الطبيعية للدبابة هي 15-20 كم فى الساعة وتركت القوات المصرية قوات العدو تنتقل من 1كم الى أن اطمأنت قوانتا أنها أحكمت الحصار عليهم و أعدت لهم مصيدة الموت ثم بدأو فى إطلاق نيرانهم على العدو ومن كل اتجاه يمينا ويسارا ومن أمامهم و أيضا من خلفهم واستمر الموقف هكذا الى أن انتهت هذه المعركة بعد دقائق فقط من بدئها وكان تعداد هذه الدبابات هو 72 دبابة تسير على هيئة مثلث وكانت المدافع الموجهة إليهم 6 مدافع لكل دبابة وبسرعة اصدر قائد الفرقة المصرية أوامره الى قواته بتطوير الهجوم الى الجانب الأيمن فطوروا الهجوم بالفعل وقاموا بالاستيلاء على مركز قيادة العدو فى تبة الشجرة ولكن جنود هذا المركز استطاعوا أن يهربوا ثم اندفعت قوات أخرى الى الحصن الذي لم يستسلم بعد و بالفعل تم سقوط هذا الحصن فى تمام الساعة الرابعة مساءا وتقدمت القوات على الجانب الآسر لتحسين أوضاعها وفى أثناء ذلك كانت هناك دبابة للعدو لم تدمر بعد فقامت القوات المصرية بتوجيه ضربة قاتلة لها وقفز منها جنودها بعد احتراقها وارتموا فى حفرة من الرمال وكان عددهم 4 أفراد ثم انضم إليهم 4 جنود آخرين قفزوا من مدرعة أخرى محترقة فأصبح عددهم 8 جنود فى الحفرة فتقدمت إليهم مجنزة مصرية حتى تتملكهم وقام الجنود المصريين بالتقدم إليهم فقام الجنود الإسرائيليون بتسليم أنفسهم وكان من بين هؤلاء الجنود قائد هذا اللواء المدرع 190 وكان يرتدى بدلة عسكرية بدون آي رتب وكان اسمه الكولونيل عساف ياجورى وفى يوم 8 أكتوبر وكان قد بلغ ماتكبدته القوات الإسرائيلية المدرعة فى القطاع الأوسط هو 150 دبابة حقيقة الثغرة نتيجة للخسائر الفادحة التى تكبدتها إسرائيل فى المعدات والأفراد ، وتحت الضغط السياسى والعسكرى والاستراتيجى ، وبعد أن مدت أمريكا إليها الجسر الجوى الضخم ، وجدت إسرائيل فرصة فى عملية الدفرسوار غرب القناة ، ولذلك حاولت أن تحيط هذه العملية بأضخم دعاية ممكنة لكى تحجب حجم وقيمة الخسائر التى منيت بها نتيجة النجاح الضخم الذى حققته الجيوش العربية ولكن بات واضحا أن هذا النجاح المحدود الذى حققته إسرائيل لا يستطيع تحييد آثار النصر العسكرى العربى ولا حجب الهزيمة التى لحقت بإسرائيل ولقد أثيرت عشرات التساؤلات حول عملية الدفرسوار( الثغرة ) وحاول الكثيرون ـ إنسياقا وراء الدعاية الإسرائيلية ـ استخدامها كمبرر للانتقاص من حجم وقيمة الإنجاز العسكرى العربى . ولكن لابد أن نؤكد حقيقة هامة وهى أن جميع هذه التساؤلات والمحاولات لا تنال من قيمة هذا الإنجاز ، ولا تستطيع إخفاء حقيقة العزلة السياسية التى أضحت عليها إسرائيل إن نتائج أى حرب تقاس فى مضمونها العام بما اسفرت عنه من تطورات ومتغيرات شاملة وليس بحساب المكاسب والخسائر التكتيكية المحدودة على هذا الجانب أو ذلك والتى هى شىء طبيعى فى أى عملية عسكرية.ا عندما قامت حرب 6 أكتوبر وبعدما عبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس والى الضفة الشرقية عندما قامت حرب 6 أكتوبر وبعدما عبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس والى الضفة الشرقية لها بجميع وكامل المعدات الحربية لتطهير أرض سيناء قام الاستطلاع الأمريكي يوم 13 أكتوبر بإرسال بعض الطائرات التي تسللت ودخلت الى أرض سيناء لتستكشف نقاط قوة وضعف الجيش المصري وبالفعل نجح الاستطلاع الأمريكي من تحديد نقطة ضعف للقوات المصرية وابلاغ القوات الإسرائيلية بهذه المنطقة لكي يتسللوا منها الى داخل القوات المصرية
وقد كانت هذه النقطة هي المنطقة الفاصلة بين الجيشين الثاني و الثالث وهى منطقة البحيرات وهذه المنطقة لها طابعها الجغرافي الذي يصعب على أحد السير أو الاختراق منه حيث أن البحيرات فيها لها اتساع كبير وأن طبيعة الأرض فى الشاطئين الغربي و الشرقي يصعب من خلالهما الاختراق بالإضافة الى ذلك قامت القوات المصرية بوضع الألغام فى هذه المنطقة لتأمين عدم عبور آي قوات من هذه المنطقة بالإضافة الى تخصيص قوات تأمين ومهم الجانب الايسر للجيش الثالث و الجانب الأيمن للجيش الثاني بحيث يضيقوا الخناق ويحولوا دون أي اختراق من بينهم
| |
|
ahlystar المدير العام
عدد الرسائل : 3684 العمر : 37 المزاج : رايق 1 : مصر ام الدنيا تاريخ التسجيل : 14/01/2007
| |