8-التحلل من العمرة للمتمتع:
ويكون بحلق الشعر أو بتقصيره قدر الأنملة (2سم) ثم يتحلل من الإحرام ويحل له كل شيء حتى النساء, ما عدا الصيد و يبقى في مكة إلى يوم الثامن من ذي الحجة.
9-مدة البقاء في مكة حتى يوم الثامن من ذي الحجة:خلال هذه المدة يستغلها الحاج بـ:
- كثرة الصلاة في المسجد الحرام (الصلاة بمائة ألف صلاة)
- يكثر من الطواف، لأن الطواف
للآفاقي أفضل العبادات في المسجد الحرام.
عن رسول (صلى الله عليه وسلم) قال:
(من طاف بالبيت أسبوعا، وصلى ركعتين، كان كعتق رقبة).وعنه (صلى الله عليه وسلم):
(ينزل الله كل يوم على حجاج بيته الحرام عشرين و مائة رحمة: ستين للطائفين، وأربعين للمصلين، وعشرين للناظرين (إلى الكعبة)فعندما يطوف الحاج وينظر إلى الكعبة ُيحصل ثمانين رحمة.
وعنه (صلى الله عليه وسلم):
(من طاف بالبيت خمسين مرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).والمرة الواحدة سبعة أشواط، و بعد كل سبعة أشواط يجب أن يصلي ركعتين.
اليوم الأول: يوم الثامن من ذي الحجةفي صباح
يوم التروية أي الثامن من ذي الحجة يحرم الحاج المتمتع من جديد ويصلي ركعتي الإحرام ويقول:
(اللهم إني أريد الحج فيسره لي وتقبله مني، نويت الحج وأحرمت به لله تعالى فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني).
ويقول لبيك اللهم لبيك... ثلاث مرات، ويختم بالصلاة على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
وإن أراد الحاج المتمتع أن يقدم سعي الحج على طواف الإفاضة تخفيفاً على نفسه بعد رجوعه من
عرفات فعليه أن ينشئ طواف نفل،
يضطبع في كل الأشواط
ويرمل في الأشواط الثلاثة الأولى ويسعى بعده سعي الحج.
الانطلاق إلى مِنى:بعد صلاة الفجر في مكة، يخرج الحجاج كلهم إلى مِنى بعد طلوع الشمس وصلاة الضحى فيمكث بها إلى ما بعد شروق شمس يوم
عرفة أي يصلي بمنى خمس صلوات و هي (الظهر – العصر – المغرب – العشاء – وفجر اليوم التالي أي يوم التاسع من ذي الحجة)، وعند التوجه إلى مِنى يقول:
اللهم إياك أرجو ولك أدعو فبلغني صالح أملي وأغفر لي وأمنن علي بما مننت به على أهل طاعتك، إنك على كل شيء قدير.
وفي مِنى يكثر الحاج من الأذكار والقول:
(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
ويسن المكوث والصلاة في
مسجد الخيف.
اليوم الثاني: يوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة)
بعد طلوع الشمس في يوم
عرفة يتوجه الحاج من مِنى إلى عرفات ويقول في مسيره:
(اللهم إليك توجهت, ووجهَك الكريمَ أردت فاجعل ذنبي مغفوراً وحجي مبرورا,ً وارحمني إنك على كل شيء قدير).
ويكثر الحاج من التلبية وقراءة القرآن ومن قول ربنا آتنا في الدنيا حسنة.....، ويقف في عرفات.
وعرفات كلها موقف, ولكن أفضلها موقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند الصخرات الكبار في أسفل جبل الرحمة.
وإذا وقع بصره على جبل الرحمة يسبح الله ويكبره.
ويسن أن يتوجه إلى مسجد نمرة لسماع الخطبة, ويصلي الظهر والعصر جمع تقديم بوقت الظهر بآذان واحد وبإقامتين مع الإمام العام بدون أن يصلي السنن بينهما.
ويحاول جاهداً أن يكون حاضر القلب و يحاول جاهداً البكاء.
ويكثر من الدعاء و التهليل وقراءة القرآن قائماً وقاعداً, ويخفض صوته في الدعاء, ويلح في الدعاء, ويكرره ثلاثاً و يحرص على أن يكون مستقبل الكعبة المشرفة وأن يفتح ويختم دعاءه بالتحميد والتمجيد والتسبيح لله والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم).
يسن للحاج أن يغتسل من أجل مناسك عرفة .
الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة:
إذا غربت شمس يوم
عرفة توجه الحاج إلى مزدلفة ملبياً ومكبراً ومهللاً وحامداً ويقول:
(الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد)
و يقول:
(إليك اللهم أرغب, وإياك أرجو, فتقبل نسكي ووفقني, وارزقني فيه من الخير أكثر مما أطلب, ولا تخيبني, إنك أنت الله الجواد الكريم
).
يسير الحاج إلى مزدلفة على هينته بالسكينة والوقار دون إسراع لئلا يؤذي أحداً.
وعندما يصل الحاج إلى مزدلفة يحاول النزول قرب مسجد المشعر الحرام (جبل قزح) إن تيسر.
يستحب الإكثار من الدعاء والأذكار والتلبية وقراءة ما تيسر من القرآن.
( فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّين َ* ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم)
ثم يصلي المغرب والعشاء بعد دخول وقت العشاء جمعاً بآذان واحد وإقامة واحدة ويؤخر سنة المغرب والعشاء والوتر إلى مابعد فرض العشاء.
من الدعاء المأثور بمزدلفة: (اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلا في الجنة, وأن تصلح لي شأني كله, وأن تصرف عني الشر كله, فإنه لا يفعل ذلك غيرك, ولا يجود به إلا أنت).
ويكثر من الاستغفار، ويبيت بمزدلفة حتى منتصف الليل.
ثم يتزود الحاج بالحصيات وعددها 70 حصاة (فوق حجم الحمص و دون البندق) لرمي الجمرات كلها.
إذا طلع الفجر يسن أن يصلي الصبح في أول وقتها، ثم يقول:
(الله أكبر الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله و الله أكبر, الله أكبر و لله الحمد) ويصلي على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ويدعو رافعاً يديه إلى السماء.
يجب الانتباه إلى أن مزدلفة كلها موقف إلا وادي محسر.
اليوم الثالث: (السير إلى مِنى/ يوم النحر)يوم 10 ذي الحجة
بعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس يتوجه الحاج إلى مِنى ويبذل جهده في الإكثار من التلبية، ويستحسن أن يقول في مسيره:
(اللهم إليك أفضت، ومن عذابك أشفقت، وإليك توجهت، ومنك رهبت، اللهم تقبل نسكي، وأعظم أجري، وارحم تضرعي، واستجب دعوتي) ويصلي على النبي (صلى الله عليه وسلم).
فإذا بلغ وادي محسر أسرع بقدر رمية حجر ويقول عند وصوله إلى مِنى:
(الحمد لله الذي بلغنيها سالماً معافى، اللهم هذه مِنى قد أتيتها وأنا عبدك، وفي قبضتك، أسألك أن تمن علي بما مننت به على أوليائك، اللهم إني أعوذ بك من الحرمان والمصيبة في ديني، يا أرحم الراحمين).
وأعمال مِنى يوم النحر متعددة و هي: رمي جمرة العقبة – الذبح – الحلق – طواف الإفاضة – السعي إذا لم يكن قد سعى من قبل
1-رمي جمرة العقبة:
يرمي الحاج سبع حصيات ويقول عند كل واحدة : (بسم الله، والله أكبر, رغماً للشيطان وحزبه وإرضاءً للرحمن)
ويقطع الحاج التلبية بأول الرمي.
وقت الرمي من فجر يوم النحر إلى فجر اليوم التالي ولكن السنة أن يكون الرمي ما بين طلوع الشمس إلى الزوال ويجوز الرمي بعد الغروب إلى الفجر لكن مع الكراهة إلا لعذر.
رمي الجمرة بحيث تضرب الحصية في شاخص (عمود) الجمرة أو تقع في الدائرة المحيطة به, ويكون الحاج واقفاً مستقبل الجمرة بحيث يجعل مِنى عن يمينه وطرق مكة عن يساره, أما الرمي من فوق الجسر فمن أي جهة كانت.
2-ذبح الهدي:
3-الحلق أو التقصير:
اعلم أخي الحاج أن الشعر هو بضاعة مخلوفة وعند حلق الشعر فبكل شعرة تأخذ حسنة وتذهب عنك سيئة وترتفع بها درجة.
فإذا فعل ذلك يتحلل الحاج
التحلل الأصغر, ويحل له كل شيء حرم بالإحرام إلا الجماع و دواعيه, فلا يحل له حتى يطوف طواف الإفاضة.
طواف الإفاضة:بعد العودة من منى إلى مكة المكرمة يطوف الحاج سبعة أشواط, ويصلي ركعتي الطواف, ويأتي الملتزم وزمزم, ثم يسعى بين الصفا والمروة إذا لم يكن قد سعى من قبل.
بعد طواف الإفاضة يتحلل الحاج
التحلل الأكبر أي يحل للحاج بعدها كل شيء.
ثم يعود الحاج إلى منى للمبيت فيها من أجل رمي الجمرات الثلاث في الأيام الثلاثة
القادمة.
السعي بين الصفا و المروة:يصعد إلى الصفا بحيث يرى الكعبة (إذا أمكن) من باب الصفا ويقول حين الصعود:
(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم). ثم يقول:
(الله أكبر الله أكبر، الله أكبر و لله الحمد، الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أولانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، و هزم الأحزاب و حده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم إنك قلت: ادعوني استجب لكم, وإنك لا تخلف الميعاد، وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم) ثلاث مرات.
ثم يصلي على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ويقول عند هبوطه من الصفا في كل شوط:
(اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار)
يُسن أن يهرول بين الميلين الأخضرين (للرجل فقط).
يدعو بين الميلين الأخضرين:
(ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، رب اغفر وارحم، واعف وتكرم، وتجاوز عما تعلم, إنك أنت الأعز الأكرم، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
ثم يصل إلى
المروة فهذا شوط واحد فيتم سبعة أشواط يبدأ أولها بالصفا وينتهي آخرها بالمروة.
عندما يقف عند المروة يقول (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ....)
ويقول نفس الأذكار والدعوات التي قالها عند الصفا، (يلبي الحاج في السعي، لا المعتمر).
بعد ختام الشوط السابع من السعي يستحب صلاة ركعتين, وفي
الحرم أفضل.
ويستحب أن يجمع في السعي بين الأذكار والدعوات وما تيسر من القرآن الكريم.
ويقول بعد تمام السعي: (ربنا تقبل منا وعافنا واعف عنا وعلى طاعتك وشكرك أعنا).
لا يشترط
الاضطباع في السعي عند الحنفية (أما عند الشافعية فنعم)
لا تشترط الطهارة لصحة السعي ولكن باعتبار أن المسعى أصبح داخل
الحرم فيستحب ذلك.
في حال انقطاع السعي بسبب الصلاة أو أي سبب آخر كان فيكمل السعي من حيث توقف في حال أراد الحاج المتمتع أن يقدم سعي الحج على طواف الإفاضة فبإمكانه ذلك ويكون بأن ينشئ طواف نفل بعد أن يحرم في الثامن من ذي الحجة ويسعى بعده سعي الحج.
ثم يعود الحاج إلى منى للمبيت.
اليوم الرابع: (أول أيام التشريق ، ثاني أيام النحر)
يوم11 ذي الحجة
في مِنى يرمي الحاج الجمرات الثلاث في هذا اليوم, والسنة أن يبدأ بالجمرة الصغرى, ثم الوسطى, ثم الكبرى (العقبة)، يرمي كل واحدة بسبع حصيات قائلاً مع كل رمية: (بسم الله، والله أكبر رغماً للشيطان وحزبه وإرضاءً للرحمن).
ويدعو بعد كل جمرة ما عدا جمرة العقبة الكبرى، يرفع يديه مستقبلاً الكعبة ويصلي على النبي (صلى الله عليه وسلم) و يدعو بحاجته ويقول: (اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وعملاً صالحاً مقبولاً وتجارة لن تبور).
ووقت الرمي من زوال الشمس (وقت الظهر) إلى طلوع فجر اليوم التالي ولكن السنة بين الزوال والغروب.
جمرة العقبة تٌرمى بحيث يكون الحاج واقفاً مستقبل الجمرة ويجعل مِنى عن يمينه وطريق مكة عن يساره. أما الرمي من فوق الجسر فمن أي جهة كانت.
أما بالنسبة للجمرة الصغرى والوسطى فترمى من جميع الجهات.
اليوم الخامس: (ثاني أيام التشريق ، ثالث أيام النحر)يوم 12 ذي الحجة اليوم السادس: (ثالث أيام التشريق، رابع أيام النحر)
يوم13 ذي الحجة
(وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُون).ثم ينفر الحجاج إلى مكة.
طواف الوداع:إذا أراد الحاج السفر فيطوف بالبيت بلا رَمَل ولا اضطباع ولا سعي, ويسمى الطواف هذا بطواف الوداع, وهو واجب, ثم يصلي ركعتي الطواف, ويأتي زمزم ويشرب من مائها مستقبل الكعبة,
ويتضلع بشربه ما استطاع, ثم يأتي
الملتزم, ويتضرع إلى الله تعالى بما يحب من أمر الدنيا والآخرة، ويبدأ الدعاء بالحمد والثناء والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) ويختمه بذلك ويقول في الدعاء:
(اللهم البيت بيتك والعبد عبدك وابن عبدك وابن أمتك, حملتني على ما سخرت لي من خلقك, وبلغتني بنعمتك حتى أعنتني على قضاء مناسكك, فإن كنت رضيت عني فزدني منك رضا, وإلا فَمُنَّ علي بالقبول و الرضا من محض فضلك يا ذا الفضل العظيم ها أنا منصرف بإذنك غير مستبدل بك ولا بيتك, ولا راغب عنك ولا عن بيتك.
اللهم فأصحبني العافية في بدني والعصمة في ديني, وأحسن منقلبي, وارزقني طاعتك ما أبقيتني, واجمع لي خيري الآخرة والدنيا إنك على كل شيء قدير.
اللهم ارزقني العود بعد العود, المرة بعد المرة إلى بيتك الحرام, واجعلني من المقبولين عندك يا ذا الجلال والإكرام, اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك الحرام يا أرحم الراحمين).
ثم يستلم
الحجر الأسود ويقبله أو يشير إليه في حال تعذر ذلك ويمشي خارجاً من
الحرم ووجهه تلقاء الباب, ولا يمشي القهقرى إلى ظهره, ويلتفت مراراً إلى الكعبة متحسراً على مفارقتها, واّملاً في العودة مرة أخرى إلى زيارة البيت العتيق, حيث الرحمة والمغفرة والرضوان من الله تعالى.