ان الحب هو اعلي مراتب الاستعمار لأننا حين نحب يستعمرنا حبيبنا و يحتل قلبنا و أرا ضينا و يلغي إستقلالنا الشخصي و يمحو نشيدنا الوطني ويحرمنا من حق التمثيل الدبلوماسي المنفرد لدي الاشخاص و الأسر و الأصدقاء الآخرين و يشغل قلبنا و عقلنا و يملك تفكيرنا و الفارق الوحيد بين استعمار الشعوب و استعمار القلوب هو أن الاخير هو الاستعمار الوحيد الذي لا يكافح أحد لطرده و تحرير التراب منه بل علي العكس يكون الجهاد الوطني فيه لاطالته و مد أجله إلي أقصي حد ممكن و علي حين تحتفل الشعوب بتحررها من الاستعمار و تخصص يوما لذلك تسميه يوم الاستقلال ,تحزن القلوب إذا انتهي استعمارها العاطفي و تنكس الرايات و ننسمي يوم انتهائه بيوم الحزن علي ضياع الحب و افتقاد المشاركة .
وفي حين يسلب الاستعمار إرادة الشعوب غصباً عنها ,تسلم القلوب إرادتها أو جزءاً منها علي الأقل طائعة لمن تحب ...فتختفي الارادة المستقلة و تحل محلها الارادة المشتركة لدولة الحب الموحدة الجديدة.
و كما راينا فالدول الاستعمارية قد نزحت ثروات الشعوب التي استعمرتها فازدادت غني ألي غناها ,فهناك نزح استعمارى في الحب أيضا ينزح فيه كل طرف ثروات الآخر و لكن بارادته هو وعطائه وسعادته , فكل طرف في العلاقة يفيض بما يملك علي من يحب و يستمتع بالعطاء له اكثر مما يستمتع بالأخذ منه و كلما تمكن الحب منه كلما ازدادت رغبته في أن يعطي لمن يحب .
وهل بعد الروح و القلب و الاستقلال الذي يتنازل عنه المحب طائعاً من عطاء يرقي الي مستواه أي عطاء مادي!!!!!!!!
لذا فإذا قرر اثنين الزواج فانهما يرغبان في توثيق حبهما و التصديق عليه,لذلك لا ينبغي لنا أن ننظر للزواج كشئ رغبنا به أم لا, بل ننظر اليه كوسيلة مشروعه للحب و السعادة و الاستقرار أحلها الله لنا و هيأ سبلها ووصفها بأرق ما توصف به علاقة انسانية و عاطفية في أي زمان و مكان فقال إنها سكن تسكن إليه الأرواح و القلوب و مودة و رحمه يتبادلها الطرفين.
و صدق الله العظيم حين قال (ومن أيته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة إن في ذلك لأيت لقوم يتفكرون).
وصدق نبيه الكريم حين قال (لم أري للمتحابين مثل الزواج).
مهدي لكل المقبلين علي الزواج
منقول بتصرف